الباحث المتطور فى شئون الأنس والجن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الباحث المتطور فى شئون الأنس والجن

رؤية جديدة ومفهوم جديد
 
الرئيسيةالشعار الكاذب Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول
انشر الموضوع
رشحنا في دليل مواقع كويك لووك
رشحنا في دليل مواقع كويك لووك
المواضيع الأخيرة
» إقرار التعامل ما بين الأنس والجن
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالخميس 11 أغسطس 2011 - 20:05 من طرف sayedpen

» فلسفة إلهاء الشعوب
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالخميس 14 يوليو 2011 - 16:07 من طرف sayedpen

» الشعار الكاذب
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالإثنين 27 يونيو 2011 - 13:00 من طرف sayedpen

» الجماهير البسيطة..
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالخميس 21 أبريل 2011 - 14:30 من طرف sayedpen

» السحر موت وحياة..
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالخميس 24 مارس 2011 - 9:13 من طرف sayedpen

» الثورة ليست حلمنا...
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالثلاثاء 8 مارس 2011 - 11:37 من طرف sayedpen

» ما بين الدولة الدينية والمدنية
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالجمعة 4 مارس 2011 - 18:05 من طرف sayedpen

» جمال النساء..
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالإثنين 28 فبراير 2011 - 10:18 من طرف sayedpen

» الهولوكوست الكذبة اليهودية الكبرى
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالسبت 19 فبراير 2011 - 14:15 من طرف sayedpen

» هيا للتغيير
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالسبت 12 فبراير 2011 - 10:04 من طرف sayedpen

» الخطوة الأولى..
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالجمعة 11 فبراير 2011 - 9:09 من طرف sayedpen

» الجماهير البسيطة..
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالجمعة 11 فبراير 2011 - 9:00 من طرف sayedpen

» ممن نأخذ المعرفة...؟
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالثلاثاء 18 يناير 2011 - 17:18 من طرف sayedpen

» عظمة الحب.....
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالخميس 6 يناير 2011 - 19:22 من طرف sayedpen

» أخطاء يجب الإقلاع عنها فورا
الشعار الكاذب I_icon_minitimeالسبت 25 ديسمبر 2010 - 13:40 من طرف sayedpen

المواضيع الأكثر نشاطاً
دور المشرف فى المنتدى
فلسفة الجسم العاري
معني التبرك...
هل لديك إستعداد للسداد....؟
الحمار الحقيقي
ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين...؟
فن الإقناع
حكاية أعجبتنى
الخلاصة المتكاملة..
لن نتعلم الحوار حتى نمارسه...
المواضيع الأكثر شعبية
كيف تطور نفسك 1
فلسفة إلهاء الشعوب
الهولوكوست الكذبة اليهودية الكبرى
فلسفة الجسم العاري
بين العلم والجهل
السحر موت وحياة..
الشعار الكاذب
إقرار التعامل ما بين الأنس والجن
ما زال السحر مرفوضا....
الباحث عن الحق...

 

 الشعار الكاذب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sayedpen
sayedpen
sayedpen


عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
العمر : 57
الموقع : الا نس والجــــــــــن

الشعار الكاذب Empty
مُساهمةموضوع: الشعار الكاذب   الشعار الكاذب I_icon_minitimeالإثنين 27 يونيو 2011 - 13:00

الشعار الكاذب
لقد بدأ يتردد مرة أخرى على الساحة شعارات جديدة لمفكرين وكتاب لهم اتجاهاتهم الفكرية المغلوطة عن الدين رافعين علينا للأسف الشديد هذه الشعارات بهدف التشكيك في الحكومة الدينية وخطورة حكمها للبلاد وهذه الشعارات للأسف لا أصل لها في الإسلام بل ويُرفضها شكلا وموضوعا ذلك لأن الإسلام لا يعرف في تعاليمه رَجلَ دِين ورَجُل غير دِينٍ إنْ صحَّ هذا التعبير وإنما الإسلام منهجا عمليا شاملا متكاملا للحياة كلها وليس الإسلام أبدا كما يتصوره هؤلاء ولن يكون في يوم من الأيام أبدا مثل حال السلطة البابوية قديما في العصور الوسطى يوم أن كان البابا والمطارنة والقُساوسة يحللون ما يشاءون ويُحرِّمون ما يشاءون باسم الدين ويُدخلون الجنةَ من يريدون ويرمون في النار مَن يكرهون باسم الدين وكان غضب البابا وقتها على أي أميرٍ أو أي ملك كفيلاً بإثارة شعبه عليه وإثارة الفزع لديه فليهدأ كل الناس المتخوفين من الدين وليعلموا أن الحكومة الدينية في عصرنا لن تنتهي بنا أبدا إلى مثل ما انتهت به الحكومة المسيحية في العصور الوسطى من قمع وتمزيقٍ وتكفير وحروبٍ وحرمان باسم الدين وأن الإسلام لا ولن يكون يوما كذلك وما ينبغي لهؤلاء أن يرفعوا علينا هذه الشعارات إن كانوا فعلا صادقين إذ أن هذه الصورة التي في أذهانهم عن الحكومة الدينية أو الدولة الدينية لا وجودَ لها أصلا في الإسلام لأن الله سبحانه وتعالى قد ساوى بين الناس جميعًا رجالاً ونساءً في كل شيء في الحياة من ناحيةِ الحقوق والواجبات وما بين الحاكم والمحكوم ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى فلا فضل لشيخ الأزهر مثلاً على غيره من الناس ولا فضل لرئيس الدولة على غيره من الناس إلا في أمرٍ واحد جاء به الإسلام في قوله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ولقد عرف المسلمون جميعا هذه الحقيقة الواضحة وتعاملوا بها في حياتهم وهذا هو الميزان الأصيل عندنا في الإسلام وهاهو رسول الله نفسه يقول لابنته السيدة فاطمة ( اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئًا) أي رغم قدر النبي صل الله عليه وسلم ومكانته عند الله فإنه لا يملك نفعا ولا ضرا للآخرين إلا بإذن الله ولا ينفعهم إلا عملهم وصدقهم مع الله تعالى ومع أنفسهم وفى هذا يقول أيضا للناس (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) ومعنى هذا أن رئيس الدولة ومفتيها لا يملكون للناس من دون الله شيئًا وأن مكانتهم لا تبيح لهم أبدا أن يشقَّوا صدور الناس حتى يعلموا خباياها وأنهم يكفيهم أن يقولوا للناس كما قال الرسول للأعرابي (قل آمنت بالله ثم أستقم) ليحقنوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وبهذه الصورة ينتفي تمامًا أن الرسول نفسه فضلا عن غيره لا يحلل ولا يُحرِّم إلا طبقًا لما جاء به الوحي من قبل رب العالمين وأنه لا يملك أن يُدخلَ أحدًا الجنة أو يحرمه منها ما دامت أوامر الله تعالى منفذة ونواهيه مجتنبة فكيف إذن يبيح مسلما لنفسه أن يصف الحكومة التي تُطبِّق شرع الله أنها حكومة دينية وهو يقصد متعمدًا أن ينفر الناس من الدين وينفر الناس من حكومة تشريعاتها مستمد من كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم والإجماع وما انتهى إليه فقهاء الدين الإسلامي الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده يوم أن قال (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) ويوم أن قال (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) وعلى هذه الصورة الدقيقة سار الخلفاء الراشدون من بعده لم يدعوا لأنفسهم قداسةً ولم يخصوا أنفسهم بمزايا لا تستمتع بها الرعية بل إنهم اعترفوا صراحةً بأنهم ليسوا خير المسلمين فهذا أبو بكر يقول في أول خطبةٍ له عقب توليه الخلافة (وليتُ عليكم ولستُ بخيركم فإن استقمتُ فأعينوني وإن انحرفتُ فقوموني( وما أظن بعد ذلك من دليلٍ أقطع على أن الحكومة الإسلامية لا تدعي لنفسها ما ادَّعاه الباباوات وخلفاؤهم وأتباعهم من مزايا يرتفعون بها فوق مستوى الآخرين من أتباع الكنيسة وهاهو عمر بن الخطاب أيضا يعرض نفسه وهو أمير المؤمنين على الرعية طالبًا منهم أن يقومون اعوجاجه فيصيح أحد الرعية قائلاً ومتحديًا لو وجدنا فيك اعوجاجًا لقومناه بسيوفنا فلا يغضب أمير المؤمنين وهو رئيس الدولة ولا يثور ولا يعتقل بل يرد سعيدًا منشرحَ الصدر (الحمد لله الذي جعل في أمةِ محمد مَن يقوِّم اعوجاج عمر بسيفه( أهذه هي الحكومة التي تسمونها حكومة دينية وتخشون حكمها؟ إنني لأرجوا الله ألا تكونوا متعمدين تشويه صورة الحكومة التي تحكم بما أنزل الله أيًّا كان سيرها في الرعية حتى وإن انحرفت في التطبيق قليلا فإن الأصل عندنا ثابتا لم يتغير فشرع الله كفيلا بتوفير الأمن والأمان والحرية والرخاء للكون كله ثم جاء عثمان بن عفان بعد أبى بكر وعمر فحصلت في أواخر عهده بعض الفتن والقلاقل وحاصره بعض المناوئين له في داره وأرسل إليه الصحابة يعرضون حمايته وتفريق المجتمعين فيأبى تاركًا أمره لبعض شعبه يفعل به ما يريد هذا هو الحاكم المسلم الذي لا يستعدي بعض شعبه على البعض الآخر مضحيًا بحياته فداءً لوحدة الأمة وعدم التقائها بسيوفها من أجله هل تجدون في عالمكم المتحضر حاكمًا يقف موقفا من هذه المواقف لماذا هذا التعصب؟ وهذا التحامل البغيض على حكومةٍ تريد التحاكم إلى شرع الله فتطلقون عليها أوصافا لا أصل لها إلا في أذهانكم ولم يعرف لها الإسلام طريقا في تاريخه الطويل سيبقى بفضل الله تعالى هذا الدين ما بقيت هذه الحياة ولسوف يسود الأرض مرة أخرى ولو بعد حين ثم تولى عليا رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه الخلافة وضربه أحد المتعصبين بخنجر مسموم وأراد بنوه أن ينتقموا منه فأبى عليهم ذلك مذكرًا لهم شرع الله تعالى الذي يطبقه في رعيته وقال (إن شفيتُ ففي عقوبته التعذير وإن متُ فلا تأخذوا فيَّ سواه( أرأيتم أسلوب الحكومات التي تحكم بما أنزل الله في شئون الرعية؟ أما الحاكم الذي يُدبِّر للأسف مؤامرة وهمية لاغتياله لكي يخلع على نفسه شعبية كاذبة من الناس ويعتقل ويعذب الآلاف وينتهك ويقتل المئات لمجرد شروع في قتل مثل هذا الحاكم تتغنون به وبأمجاده العظيمة أهذا هو معيار التقدير والإنصاف عند عالمنا المتحضر؟ يا له من داء كريه وخبيث لن يبرأ منه هؤلاء إلا بالتوبة والإقلاع عنه لعل الله يهيئ لنا ولهم من أمره مرفقًا ما هي الأخطار يا سادة التي يمكن أن تنجم عن تولي الحكومة الدينية الحكم؟ إذا كان الإسلام في تاريخه الطويل كله لا يعرف هذا الشعار (شعـار الحكومة الدينية) فلماذا تصرون إذن على إلصاق الشعارات الكاذبة على كل مَن ينادى بحكومة تطبق شرع الله في هذا البلد المسلم؟ لقد كان جديرًا بكم أن تشرحوا للناس مفهومكم للحكومة التي تسمونها بالحكومة الدينية وأنتم لا ينقصكم العلم والدراسة والكفاءة في الشرح والبيان إن العدل والشورى واجتناب الظلم والانفراد المتعالي بالرأي وقيام الشعب بواجبه نحو إلزام الحاكم بالعدل والكف عن الظلم هو مبدأ أصيل في الإسلام ولن يكون هذا أظلم من الانفراد بالرأي في ظلِّ حكومات قد عانينا من ظلمها واستبدادها عشرات السنين؟ وإذا كانت الحزبية والمجالس النيابية في عالمنا المعاصر هي ضمانًا للحرية فإن الإسلام لم ينكر أبدا فكرة الحرية والشورى ولكنه أمر بها وترك لكل عصرٍ من العصور أن يضع الشكل الذي تتم به الشورى طبقًا للتطورات والأحداث التي تستجد جيلاً بعد جيلا وعلى الحاكم أن يطبق شرع الله تعالى ويكفل الحرية التطبيقية للشعوب ويمنع التجسس على أفراد الرعية وفي هذا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الحاكم إذا ابتغى الريبة في الرعية أفسدهم( وقد عجز عمر بن الخطاب عن إقامة حدِّ الخمر عندما وصل إلى ذلك عن طريق التجسس ودخول المنازل دون إذنٍ من أصحابها إذا ثبت هذا وأن علماء الإسلام الصالحين كانوا يواجهون دائما حكام المسلمين بأخطائهم وظلمهم واثقين بأنه ليس لهم في الدنيا ما يخافون الحاكمَ من أجله وكانوا دائما يُحذِّرون الحاكم من بطانة السوء ولقد ثبت على وجه القطع واليقين أن الحكومة الإسلامية التي اخترعوا لها اسم الحكومة الدينية هي خير الحكومات على وجه الأرض وإذا ثبت هذا وهو ثابت لا شك فيه ولا جدال فقد انهارت كل حجج الكارهين لحكم الإسلام تحت شعار الحكومة الدينية أم أنكم للأسف تهاجمون الدين كما تشاءون دائما حتى إذا شرحنا لكم ووضحنا لكم الخطأ من الصواب فيما تقولوه في سهولة ويسر لطمتم الخدود على الحرية المهدرة وشققتم الجيوب خوفًا من الإرهاب الفكري وغير ذلك مما تخترعه أفكاركم لكراهية الإسلام ومن ابتداعكم لشعارات كاذبة خاطئة ليست هي من الإسلام في شيء وذلك لفزعهم الشديد من ظهور المدِّ الإسلامي الذي يهدي ويصلح ويرشد ويُقِّوم ويقود الناس جميعا في حياتهم إلى العزةً والمنعةً والتقدمً والحضارة التي لا مثيل لها على الأرض إننا فقط نحاول أن نوضح الحق من الباطل ونحذر الناس من الخداعً بما يسمى بالحكومة الدينية قياسًا على الحكومة البابوية في العصور الوسطى لان شعار الحكومة الدينية تعبير مستحدث لم يرد مطلقا في مؤلفات وكلام الفقهاء المسلمين الأوائل الذين عنوا بالحكم ومقوماته ولم يعرفوا شيئًا اسمه الحكومة الدينية ولكنهم تعرَّضوا لحكومة تطبق شرع الله تعالى وهذا هو المطلب الحقيقي الذي يقول به العقلاء قديما وحديثا منذ أن عرف الناس الإسلام إنهم يتحدثون عن حكومة يتساوى أمامها خلق الله جميعا حاكمهم ومحكومهم ولا يتفاضلون إلا بمقدار تقواهم لرب العالمين على أساس أن الإنسان المسلم هو نفسه رجل دين فحكومته يجب أن تكون حكومة إسلامية لأن أشخاصها مسلمون متدينون حتى ولو جرف بعضهم شيئا من الهوى لقد كان في الإسلام حكام ظلمة وطغاة حدثنا عنهم التاريخ في كتب السير وقد كان من بينهم الحجاج بن يوسف الثقفي ولكن بعض هؤلاء الطغاة قد راجعوا إلى الحق بعدما رأوه أمام أعينهم ولم يكونوا كالظلمة الذين يسَّبح المنتفعين الآن بحمدهم ولا يرجعون أبدا إلى الحق مهما كان واضحًا أمامهم وهذا هو الفارق الدقيق والقاطعً بين الحق والباطل بين حكام يطبقون شرع الله حتى ولو ظلموا ولو سميت حكومتهم بالحكومة الدينية وبين حكام لا يطبقون شرع الله أصلا مهما أطلقت عليهم من صفات العدالة والإنصاف والحرية لأنه لا عدالة بمعناها الصحيح إلا في شرع الله تعالى ولا إنصاف بمعناه السليم إلا في شرع الله ولا حرية بمعناها الشامل الكامل الذي يحفظ كرامة الفرد ومصلحة الأمة إلا في شرع الله إنها حقيقة ناطقة شكلاً وموضوعًا مهما حاول هؤلاء أن يلقوا عليها من الظلال السوداء وهذا ما يغيظ الحاقدين دائما على الإسلام لأن الإسلامي بحججه القوية الواضحة ينتصر دائما في طريقه على كل ما يتعرض له من عقبات وتحديات وجدال عقيم وإليك مثلا هذا الموقف الرائع أرسل الحجاج إلى بشر بن يعمر يقول له مهددا أأنت الذي تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله وأن ذلك في كتاب الله وقد قرأت كتاب الله كله فلم أجد ذلك فرد عليه بشر بن يعمر متحديًّا أقرأت سورة الأنعام عند الحديث عن سيدنا إبراهيم عليه السلام (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلًا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وذكريا وَيَحْيَى وَعِيسَى وإلباس كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ ) وأنت تعلم أن عيسى ليس من ذرية إبراهيم فماذا تقول؟ فلم يسع الحجاج إلا أن يخضع للحق ويرسل إليه(أن صدقت (هذه صورة بسيطة من صور حكام المسلمين حتى الظلمة منهم الذين تسمون حكومتهم بالحكومة الدينية تشكيكًا للمسلمين في عظمة شريعتهم الربانية والإسلام لم يعرف يوما أبدا شيئًا اسمه حكومة دينية في سياسته للرعية وحتى لو سلمنا جدلاً بشعار الحكومة الدينية على شريطة أن تحكم بما أنزل الله وما قرره رسوله ما الذي يضيرنا لو قامت حكومة بهذا الشرط أيًّا كان اسمها؟ ما هي الأخطار التي يتعرض لها الوطن والمواطنون؟ إن الإسلام بيَّن حقوق الحاكم والمحكوم كما بيَّن واجباتهما على السواء والعيب ليس عيب الإسلام ولكنه عيب الحكام الذين يدَّعون تطبيقه وهم للأسف أبعد ما يكونون عن هذا التطبيق التزامًا وسلوكًا وتنفيذًا إننا لا نتهم الناس في عقيدتهم ولا يجرؤ أحدا على إخراجهم من دائرة الإسلام إلا إذا أنكروا معلومًا من الدين بالضرورة وإن اتهام المسلم في عقيدته جرأة على الله تعالى لا نقربها ولا نحب أحدا أن يرددها مهما ارتكب من المعاصي ومن هنا نقول يا سادة إن التعرُّضَ لمثل هذه الكلام ليس بالأمر السهل وإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد حدد الحاملين لهذا العلم فقال)يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين( ومن يحاولون رفع تلك الشعارات المغرضة باسم الدين ليسوا للأسف على مستوى المسئولية ليس طعنًا في كفاءاتكم ولكنهم للأسف لم يدرسوا سوى النظريات والآراء الوضعية بإتقان عظيم ولم يعرفوا عن الإسلام وعلومه شيئا سوى القشور البسيطة بدليل ما يقولونه عن الإسلام من تجريح ويوم أن جاء إلى المدينة رجلا يدعى صبيغ وأخذ يناقش في المتشابه من القرآن وبلغ ذلك عمر بن الخطاب استحضره وقال له من أنت قال أنا عبد الله صبيغ قال له عمر وأنا عبد الله عمر وأخذ يضربه بعرج النخل على رأسه حتى صاح الرجل حسبك يا أمير المؤمنين فقد ذهب الذي في رأسي ونفاه من المدينة وإليكم في إيجاز عرضا سريعا للحكومة الإسلامية ودورها في الحكم استكمالاً للموضوع فإن صحَّ القول فلا يسعكم إلا النزول على كلمة الحق وإلا فصفحات الجرائد عندكم تستقبل وتنشر كل ما تريدونه من أقوال وللأمة الإسلامية أن تقول كلمتها والرأي الأول والأخير لمن بيده ملكوت كل شيء وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ إن الحكومة الإسلامية هي التي تُطبِّق شرع الله تعالى كاملاً غير منقوص فهل لأحدٍ منكم على هذا أي اعتراض وأن التحريم والتحليل ليس إليها ولكنه لله تعالى وأنها لا تملك إدخال أحد الجنة أو قذفه في النار وأن مسئولية الحاكم أمام الله تعالى أضعاف مسئولية أي فردٍ آخر من الرعية فهو إذا جار أو ظلم كان أتعسهم حظًّا يوم القيامة وإن استقامَ وعدلَ كان أوفرهم أجرًا يوم القيامة وليس من حقِّ الحكومة الإسلامية أن تعتقل أو تحبس أو تُعذِّب أو تقتل أو تؤمم أو تصادر أو تستولي على مال أحد إلا في حدود ما أباح لها الله ذلك وأنها تتصرف في سياستها في حدود ما أنزل الله وفى دقةٍ تتناسب مع ظروف العصر وملابساته وكل ذلك داخل حدود الحل والحرمة وقد ثبت هذا عمليا ًمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء بعقيدة التوحيد وصلى إلى الكعبة وعلى سطحها ما يزيد على الثلاثمائة صنم لأن الوضع كان يقتضي ذلك وجاء أبو بكر فحارب مانعي الزكاة خشيةَ أن يهتز أساس تشريع الزكاة في نفوس المسلمين وفي هذا ما لا يخفى على المجتمع الإسلامي من الضرر البالغ وتبعهما عمر بن الخطاب فأوقف حد القطع في أعوام الرمادة كما استخدم بعض الذميين في بعض شئون الدولة وجعل في دواوينه الكثير من الروم لأن المسلمين لم يكونوا وقتئذ قد تمرَّسوا بمثل هذه الأعمال أليست هذه إنجازات رائعة للحكومة الإسلامية؟ ولقد انتبه العالم المتحضر أخيرًا إلى أهمية النقابات في الدفاع عن حقوق أفرادها ورأوا ذلك قمة في العدل والإصلاح ولكن قد سبقتهم في ذلك الحكومات الإسلامية في هذا المضمار بمئات السنين إذ كان لكل أبناء حرفة في الدولة الإسلامية نقيبا يرعى مصالح أبناء حرفته فهذا حي النحاسين وهذا حي المغربلين وهذا حي الفحامين وغيره وأن الدولة الإسلامية كانت رائدة لدول العالم في كل شيء حتى الطرقات كان لها نظام والحوانيت والدكاكين كذلك ولطالما نبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين لحقوق الطريق وقد قام عمر بن الخطاب بإزالة كل المزا ريب التي تطل على الطريق ووضع الحكام المسلمون بعد ذلك اللوائح والقوانين التي تحمي مصالح الأفراد العاجلة ولعل من هذا القبيل نظام المحتسب ونظام قاضي السوق وغيره هل تغفلون كل هذا ولا تتذكرون إلا أن الحكومة الدينية شيء فظيع ومستبد لما حدث من انحرافات في بعض الدول وأكثرها للأسف يقوم على الأغراض الملتوية والشائعات المغرضة انظروا إلى حكم الله وشرعه ولا تنظروا إلى من انحرف فتعتبروه مقياسًا تقيمون به محاربتكم لتطبيق شرع الله بمثل إعلان شعاركم الحكومة الدينية وأنتم بهذا تنكرون الحكومة الإسلامية والرسول الكريم يقول (والذي نفس محمد بيده لتأمرُنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر ولتأخذُنَّ على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرًا أو ليضربنَّ الله بقلوبِ بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم) أتنكرون هذه الحكومة وترضون حكومة تحمي وتبيح وتفسح المجال للحانات والكباريهات لكل ما يغضب الله تعالى فإن قلتم نعم فأنتم للأسف الشديد تحبون ذلك وإن قلتم لا فأي شيء تنكرون؟ إن الإسلام يهتم بالأمة في جموع تشكيلاتها ويرضى بالحاكم الذي يطبق شرع الله ما دام مستقيمًا ولو في الظاهر على الأقل ولا يجاهر بمعصية وأن الفوارق الطبقية لا وزن لها أمام تقوى الله تعالى فقد كان أبو بكر تاجرا للحبوب وعمر تاجرا للأقمشة ومع ذلك فقد حكموا الأغنياء وسادة قريش جميعا وغيرهم من العرب والعجم عن طريق الاختيار وقد بلغ من دقة الإسلام في التنظيم ووحدة الكلمة وجمع الشمل أن أوصى الرسول الكريم بالتأمير في حيز الثلاثة حيث يقول (إن كنتم ثلاثة فأمروا عليكم واحدًا منكم(وليس بعد هذا من نظرة أسمى وأدق من هذه النظرة في حفظ الاستقرار ورعاية المصلحة العامة ورغم كل هذا تسمون الحكومة صاحبة هذا التنظيم الرائد والفريد بالحكومة الدينية لا لشيء إلا تشكيكًا في صلاحية الإسلام وقدرته على حكم البلاد خوفًا من عظمة الإسلام الذي لا يفضل أحدا على أحد إلا بالتقوى ويحاسب على احتساء الخمر ولعب الميسر وانتشار الفحشاء أيا كان فاعلها سواء أكان عن طريق أجهزة الإعلام التي تعلن تحديها لأوامر الله تعالى ولمشاعر المسلمين المقهورين على تقبل مثل هذا السوء الذي تحميه الحكومات المتحضرة أو كان هذا في الحياة العامة للناس إن الحكومة الإسلامية تعرف واجبها تماما وتقدر مهمتها وتأخذ الإسلام على أنه عمل جاد وسلوك راقي ومتواصل لقيام حضارة عزيزة مليئة بالروحانيات والأخلاق الفاضلة ليسود في العالم كله السلام الذي قد ضلَّ طريقه في كل الدول العالم المعاصر الذي نتغنى بأمجاده وتاريخه وكأن الإسلام للأسف لا أمجادَ له ولا تاريخ ما الذي دهى هذه الأمة التي يتنكر بعض مفكريها لأدوارهم الرائدة في الحياة ويتنكرون لأمةٍ قد حافظت على تراث الحضارات القديمة بترجماتها لعلومها المختلفة حتى أوصلتها للغرب الذين قد وصلوا إلى ما وصلوا إليه ونحن أهملنا كل أسباب العزة والإبداع فتخلفنا وليس للإسلام ذنب في ضعف أبنائه الأعزاء لأنهم هم الذين قد تنكروا لتعاليمه فعمهم الضعف والفقر والمرض ولم يتحدث التاريخ يوما عن أمة بهذه الرحمة والعظمة قدمت مثلما قدمت الحكومات الإسلامية في السلم والحرب في تعاملاتها مع أصدقائها وخصومها على حد سواء إذا حاربت لم تُحارب إلا دفاعًا عن حقها في تبليغ كلمة الله تعالى إلى الناس أجمعين وفي حربها لا تتجاوز أبدا المعنويات الإنسانية فهي تدفع الاعتداء بمثله ولا تمعن في الانتقام من أحد ولا تنتهك حرمة ولا تعتدي على عرض ولا تتبع الفارين ولا تُجهز على المجروحين ولا تعذب المأسورين مَن ذا الذي قد لا يرضى قيام حكومة إسلامية بهذا النحو العظيم إلا إذا كان للأسف عديم الإحساس سقيم الوجدان؟ ما الذي يزعجكم يا سادة من قيام حكومة إسلامية؟ تطبق دستورًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه دستورًا لا يميل مع الأهواء ولا يخضع للنزوات والأغراض تنزيل من حكيم عليم إن ترك التشريع للبشر ظلم كبير ما بعده ظلم ذلك لأن الظلم من شيم النفوس فإذا ما شرع الفرد مثلا قانونا لنفسه نظرٌ فيه إلى مصلحته أو مصلحة طبقته أما شرع الله فهو لمصلحة البشر جميعا مسلمهم وغير مسلمهم فيسود السلام في ظل سيادة العقيدة لقد قامت في مصر دساتير وضعية قد أنكرها الجميع أو الأغلبية الساحقة ثم ألغيت واحدا بعد الآخر وكان كل حاكما يأتي يُمكِّن لنفسه في الحكم ولا يراعى إلا حريته وأمانه وقد ذقنا الأمرَّينِ من كل هذه الدساتير فمن أين إذن تأتي عدالة التشريع في مثل هذه الصورة ؟وقد لمسنا بأنفسنا عداوات بين أهل الوطن الواحد نتيجة لعدم تكافؤ الفرص ونتيجة للتفاوت الطبقي الرهيب ومن هنا يتبين لنا وجوب أن يكون التشريع صادرًا من جهة لا تظلم ولا تحابي تكون ذات حكيمة تعلم ما يضرُّ الناس وما ينفعهم ذات لا تنزل إلى الأرض ولكنها تُرسل الرسل ومعهم الكتب والموازين التي تخرج الناس من الاستبداد إلى الحرية والأمان وتُخرجهم من الاستعلاء إلى المساواة ومن الكسل إلى العمل ومن التواكل إلى التوكل ومن الخيانة إلى الأمانة ومن الحضيض إلى القمة ومن الذلة إلى العزة أليس من صالح الناس ألا تتحكم طبقة في طبقة؟ أليس من صالح الأمم والشعوب أن يتوحد مصدر تشريعها حتى لا تختلف وتمشى تبعا لأهوائها وتقوم المنازعات والحروب بينها؟ ما عيب حكومة إسلامية تسير هذا السير الحميد؟ أهذا خيرٌ أم التقلب في مختلف الدساتير بين حين وحين؟ أنرضى بالخضوع لبشرٍ أمثالنا ونتعالى على الخضوع لمن خلقنا ورزقنا وأبدع تكويننا وفي يده وتحت سلطانه كل شيء؟ كيف تفكرون يا سادة ؟ أليس ثبات التشريع بصفة مستمرة خير وأبقى من تغير الدساتير حينًا بعد حين ولا جدال في تشريع رباني ولا مقارنة مقبولة بينه وبين تشريع وضعي إن المال الذي من أجله يتحارب الناس جميعا قد بين الله تعالى وجوه الإنفاق والتداول والتعامل فيه وقرر الله تعالى في كتابه أن المال مال الله وأن الناس مستخلفون فيه فهو إذًن حق لكل أفراد الشعب وفيه حق معلوم للسائل والمحروم وبهذا تندك حجة كل الرأسماليين والاشتراكيين والشيوعيين وما شئت من مسميات إن هذا المال ملك لله الغني الحميد والحكومة الإسلامية تلتزم بما يأمر به صاحب هذا التشريع الخبير بمصلحة هذه الأمة فالعدالة قائمة ليغتني الغني كما يشاء ما دام يغتني من حلال ويتصرف كما يشاء حسبما يروق له ما دام يؤدي حق الله فيه بلا إسراف ولا رعونة ولا جهالة وعلى ذلك ليس في ظلِّ الحكم الإسلامي فقر مدقع أو مجاعات لأنه إذا جاع المسلمون فلا مالَ لأحد وإذا نادي فينا من ينادي أن هذا هو الأساس الأصيل عندنا في الإسلام الذي تقوم عليه الحكومة الإسلامية تخوفنا وتشككنا وشكونا لطوب الأرض من خطر قيام حكومة إسلامية ومن خطورة الإسلاميين؟ إنني لا أطالبكم إلا بشيء من الإنصاف والموضوعية ولا أتعرض لنياتكم فهذا مرده إلى الله تعالى وإنما إعمالاً لحرية الرأي التي قد بلغت في ظلِّ الحكومات الإسلامية مستوى لم ترقى إليه مجتمعات العالم المتحضر اليوم فالله تعالى الذي لا حدَّ لقدرته وسلطانه قد ترك الحرية المطلقة لعباده الذين خلقهم ورزقهم في الإيمان به أو عدم الإيمان به فقال ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر﴾ وليس بعد هذا حرية وإن الأقليات الموجودة في الحياة منذ بدء التاريخ إلى اليوم لم تسعد أبدا بأمن واستقرار وحرية عبادة وحرية معاملات شخصية ومالية وعقدية كالذي سعدت بها في ظل الحكومات الإسلامية ولولا الإسلام وحكوماته لما بقى يهوديا واحد على وجه الأرض في العصور الوسطى هل هناك دولة قوية متحضرة بها أقلية مسلمة عينت مسلمًا وزيرًا من بين وزرائها إننا نرى في ظلِّ الحكومات الإسلامية مسيحيين تولوا رئاسة الوزارة والوزارات ورئاسة مجلس النواب وتملكوا العديد من العمارات والآلاف من الأفدنة وإن القانون الذي يُطبَّق على الأغلبية هو نفسه الذي يُطبَّق على الأقليات في تكافؤ الفرص وتولي الوظائف من أصغرها إلى أكبرها بلا تفرقةٍ ولا تمييز ولا إجحاف وإنك لترى عشرات المسلمين في مكاتب وعيادات ومستشفيات المسيحيين بلا حساسية وإذا اعتدى مسلم على غير مسلم عُوقب بمثل ما يُعاقب في اعتدائه على مسلم وقد ضرب عمر بن الخطاب ابن والي مصر لأنه ضرب قبطيًّا فضلا عن ذلك فأن الحكومات الإسلامية قمة في تنفيذ المعاهدات والالتزام بمراقبة بنودها نصًّا وروحًا ولقد أمرنا قرآننا أن ننبذ إليهم على سواء وأن نفي بالعقود أيًّا كانت هوية الذي تعاقدنا معه أو عاهدناه ووفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ببنود صلح الحديبية أكبر شاهد على ذلك وإن المرأة في ظل الحكومة الإسلامية لها مثل الذي عليها بالنسبة للرجل فتفتى وتتصدر مجالس العلم وتروى الحديث وتنشر الدين في كل الأوساط والمرأة المسلمة تتصرف في مالها كيفما تشاء دون التوقف على إذن من زوجها وتعمل في المجالات التي تتناسب مع أنوثتها وتكوينها الطبيعي والإسلام قد ساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات أما في مجالات العمل ودروب الحياة فلا وقد يتوهم البعض أن تقدم الأمم الغربية راجعٌا إلى هجرها لدينها وتعاليمه وأن الأمم الإسلامية تأخرت بسبب تمسكها بدينها وهذا وَهْمٌ لا أصل له في الواقع والحق أن العالم الغربي ما يزال متمسكًا بدينه فالكنائس عامرةً بروادها ويوم الأحد له اعتباره في نظرهم والبابا له قداسته والإرساليات التي تُبشِّر بالدين المسيحي تملأ الأرض وينفق عليها الملايين فالدين إذًا ليس هو السبب حتى ندعي أن مَن ترك دينه تقدَّم ومَن تمسك بدينه انحط وزل لا.. إنما الغرب أعطى العلم قدره فنفعه هذا العلم وأهمله المسلمون فحل بهم الجهل والإسلام قد رفع العلم وأهله إلى أعلى المستويات فقد شهد الله تعالى لنفسه بالوحدانية وأشهد معه الملائكة وأولى العلم وهو الغنى عن شهادة العالمين فقال ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ﴾ كما عطف جل جلاله العلم على الإيمان في رفعة المكانة وعلو المنزلة الرفيعة ﴿يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ كما فرق بين العالم والجاهل ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ وقد استفاضت أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الاهتمام بالعلم ورفع مكانة العلماء فقال)من طلب علمًا فأدركه كتب له من الأجر ما كتب ومن طلب علمًا فلم يدركه كتب له كفل من الأجر) وقال (خلق الله أربعة أشياء بيده ثم قال لسائر الحيوان كن فكان... القلم والعرش وجنة عدن وآدم عليه السلام) وغير ذلك من الأحاديث ولو أن الحكومات الإسلامية أعطت العلم النافع حقَّه من العناية والاهتمام لما وجدنا الآن مَن ينكر قيام الحكومة الإسلامية إننا نرسل أبناءنا إلى الكليات الغربية دون أن نحصنهم بقدرٍ وافٍ من العلوم الدينية فتبهرهم المظاهر الغربية من القوة والحضارة فيظنون مخطئين أن السبب في ذلك هو الدين وهذا عين الجهل والخطأ وشرع الله ليس معرضًا للجدال العقيم لأنه الحق الذي لا مراءَ فيه ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (وما عداه باطلا بطلانًا ظاهرًا حتى وإن كانت القوة تنقص أصحاب الحق في أيامنا هذه فالحق سيظل حقًّا مهما ضعف المستمسكون به ويبقى الباطل باطلاً حتى ولو ناصرته قوى الأرض كلها ﴿قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) وإن الحكومات الإسلامية لم تسمح لأحد بالتطاول على شرع الله تعالى أو الادعاء بأنه قاصرٌا على متطلبات العصر ولم تُسكت أبدا على كل مَن ينال من هذا الجلال وينكر على الله شرعه القويم وإن سمحت الحكومة بهذا العبث في العقيدة فستكون هي أول من يكتوي بهذا العبث ولن تقوم في الكون كله حكومة تحرس الحرية الإنسانية وتسهر على حمايتها مثل الحكومة الإسلامية تأمينًا وهدوءًا واستقرارًا لكلِّ المواطنين رغم مختلف مللهم ونحلهم وإن الحرية ليست حقًّا فحسب ولكنها عنصر من عناصر الحياة الفاضلة إنها منحة الله لعباده وليست منحة من مخلوق لمخلوق.. الحرية شيء تلقائي للبشر فكما تهضم المعدة الطعام دون أن يكلفها أحد بذلك فكذلك الحرية نعمة ربانية هيأها الله تعالى لإسعاد عباده حتى لا يطغى أحد على أحد ومن يحارب حرية الناس في الحياة إنما يحول بينهم وبين عنصر من عناصر الحياة ذاتها كالهواء والماء فإذا تقرر أنه لا حياة لإنسان بغير طعام ولا شراب فكذلك فلا حياة لفرد أو مجتمع أو شعب بغير حرية إننا لا ننكر نور العقل وتأثيره في الحياة ولا يمكننا إهمال جانبه أبدًا لان العقل مناط التكليف في الإسلام ولكن إذا ما قام من يقدمه في الحياة على تشريع رب العالمين فواجب العقل إذن أمام شرع الله تعالى الخضوع والتسليم والالتزام ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) والحكومة الإسلامية تلتزم تماما بهذا المعنى وتخرجه إلى الناس عملاً محسوسًا حتى ينتفع الناس بهذا الفيض العظيم ولو أن الحكومات الإسلامية عنيت في برامجها التعليمية والتربوية بدراسة الإسلام عناية دقيقة مستفيضة كما تعنى بنظريات دارون وسقراط لو أنها فعلت هذا بجد وإخلاص لوجدنا في الأمة من مقومات الحضارة والقوة العادلة والدافعة ما يغنيها عن اللجوء إلى أي مصدر آخر ولكنها لا تفعل لماذا ؟ ولو أن الحكومات الإسلامية حرصت على إنزال شعوبها على تعاليم كتاب ربهم وسنة نبيهم في السياسة والاقتصاد والاجتماع والأخلاق والمعاملات ولم تقتصر في مناهجها على ما تستورده من مصادر غير إسلامية ظنًا منها أن ما عندهم خير مما عند الله لوصلت بالمسلمين إلى أعلى مكان أدبي ومعنوي في الوجود وإن الحكومة الإسلامية يقوم بها حاكما كل أساس تصرفاته المادية والمعنوية شرع الله تعالى أما الحاكم غير المسلم فتقوم كل تصرفاته على دساتير وضعية قابلة للتغيير والتبديل حسب الظروف والملابسات كما شاهدنا في الدساتير التي عايشناها فهي تلغي بالكلية مع التشهير بها مع أنها كانت في وقت من الأوقات صنمًا نسجد له والحاكم المسلم عليه رقابة ذاتية من الله تعالى رقابة لا تخفى عليها خافية في الأرض ولا في السماء رقابة قادرة فعلاً على البطش بمن يجور أو يظلم ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) أما غير الحكومات الإسلامية فعليها رقابة من دساتيرها التي يمكن التحايل على مخالفة نصوصها أو تغييرها وفق أهواء الحاكم المتسلط وشتان بين الوضعين رقابة تُخْضِع ورقابة لا تَخْضَع والعدالة في الحكومة الإسلامية أصل مقرر مع النطق بالشهادتين وبغيرها تتجرد الحكومة من صفة كونها إسلامية وهنا سر الجلال والجمال فالحكومة الإسلامية يقظة واعية حذرة والفرد مدين لها بالطاعة والاحترام والإسلام يربط بين الراعي والرعية بروابط الثقة المتبادلة والتعاون الكامل والإحساس بكلِّ موجبات الإنسانية الفاضلة التي تتجلى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر مائة شهيد( وليست مهمة هيمنة وتسلط وأن الحكومة الإسلامية ممنوعة من نصرة مسلم على من بيده عهد وميثاق أيًّا كان دينه؟ وأنها ملتزمة أن تفي بالمعاهدات في دقة متناهية وحرص كامل احترامًا للأمر القرآني ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ هل تنصر اليوم حكومة متحضرة غير بنيها على مواطنيها؟ حتى ولو كانت معاهدة عدم اعتداء أو حسن جوار؟ إن الحكومة الإسلامية التي تخشونها تفعل ذلك دينًا ﴿وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾ وبهذا يتوفر الأمن والسلام قولاً وفعلاً وإن السلام الذي فشلت فيه كل المعاهدات والمؤسسات العالمية في تحقيقه بين الناس والحروب الباردة مازالت مستمرة نشاهدها هنا وهناك وستبقى حتى يأتي اليوم الذي يتقرر فيه العودة إلى شرع الله تعالى ونتعلم كيف نخرج من ضعفنا ولا نحرم على الناس حرياتهم ونعلمهم فعلا التفكير السليم والإبداع الحقيقي ولا نحمل أمور الشعب إلى الأقارب والأصهار والأتباع وأهل الثقة المفتقدة وقد ثبت عن عمر بن الخطاب أنه لم يول الإمارة أحدًا من أقاربه إلا واحدًا فلما بلغه أنه قال شعرًا لا يتفق مع وقار الإمارة واحترام الوالي بادر إلى عزله على الفور ولم يكتفي بالتصريحات ولم يلجأ إلى الوعود الكاذبة فالحكومة قدوةً لشعبها في المساجد والمناسبات وفى الحياة كلها كما تعتني بالناحية الصحية والقوة البدنية والرياضية النظيفة التي لا ترتكب باسمها المنكرات وهي حكومة الحق والحق دائما عنوان القوة ووسيلة البقاء ولقد حرم الله الربا وثبتت علميًّا ونظريًّا أخطار هذه الآفة المالية المدمرة وها قد قامت حكومات عصرية تحرمه وها نحن نرى اليوم أنه من الممكن أن نتخلص من البنوك الربوبية عن طريق المصارف الإسلامية على ما في تصرفاتها من ثغرات من الناحية الدينية فينقذنا هذا من هاوية الربا المنتشرة إلى نور التعامل المالي الإسلامي الذي يحض على ترك المعسر إلى ميسرته وعلى حكوماتنا ألا تعقد عقدًا ماليًّا فيه ربا وأن تفي بالمعاهدات المالية الدولية على ما فيها من خلل مشروع دفعًا للضرر الأكبر بالضرر الأصغر وألا تعود إلى عقد ربوي أبدًا ولديها من الاختصاصيين الاقتصاديين من يعينها على الوصول إلى ذلك إننا نمر بأزمات طاحنة في كل ناحية من نواحي الحياة والإسلام كفيل بالقضاء عليها لو أخذنا به ولتعقد المؤتمرات الإسلامية المتوالية حتى تخرج لنا من كنوز الإسلام ما يفيض علينا أمنًا وإيمانًا وسلامًا وأمانا فقد منح الله هذه المنطقة من الموارد الظاهرية والباطنية ما يجعلها أغنى أهل الأرض ويكفيها شر الحاجة إلى غيرها وتبلغ حد تصدير الفائض عن حاجتها وأنني أعلم ما في الجو السياسي العالمي من اتجاهات وضغوط واحتياج واحتجاج وأن الله على كل شيء قدير وأنه أقوى الأقوياء ولكنني أعلم في نفس الوقت أن هذا القوي القادر لم يكلف فردًا أو مجتمعًا أو شعبًا أو أمة أو حكومة فوق طاقتها وأنه أمر بالحكمة في التصرف وبالرشد في تناول الأمور وأن ما حرمه الله ليس لنا أن نحله وما أحله فليس لنا أن نحرمه فإذا قلنا بالتؤدة في التصرف فما ذلك لننكر حلالاً أو نحل حرامًا وليس من حقنا أن نحاول فيه أو نغير في حدوده وما دمنا نعلم أن الحلال بين وأن الحرام بين،فإننا لا ندعو إلى تحليل أو تحريم ولكننا ندعو إلى أفضل السبل التي تمكننا من الوصول إلى تنفيذ ما أمر الله به والقضاء على كل ما نهى الله عنه إننا لا نريد أن نكون كالدبة التي قتلت صاحبها لتدفع عنه ذبابة نزلت على وجهه أثناء نومه فالصبر والمرابطة والتقوى سياسة إسلامية خاتماتها الفلاح الأكيد نحن مجهدون متعبون فيجب ألا نجري لئلا تنقطع أنفاسنا فلا حياة مجهدة أبقينا ولا أملاً منشودًا حققنا فخطوة خطوة وعلى مهل في حكمة وأسلوب حسن ولنكن مع الله تعالى ليكون الله معنا فلا نصرة إلا نصرته فهل نحن فاعلون والعجيب أن أعداء الإسلام أعلم بقدرة الإسلام على العطاء والدواء والشفاء والإنقاذ من المسلمين أنفسهم الذين يتنكرون لدينهم ويظنون أن السلامة مما نحن فيه كائنة في غيره وجملة القول أنه نظام الإسلام كاملا يشمل الدين والدولة معًا وإن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقًا بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم وأعداء الإسلام أنفسهم يعترفون أن الإسلام دين ودولة أما بعض المسلمين فما يزالون ينكرون هذا المعنى ويقاومونه ويحاربونه في غير هوادة إنني أقول إن الخطر على المسلمين ليس من أعدائهم ولكنه كامن في صفوفهم بين هؤلاء الذين يثيرون حوله غبار التشكيك والظنون ويا ويل المسلمين من أمثال هؤلاء إذا لم يكونوا على مستوى المسئولية والحيوية وإننا نبحث عن الهمم التي تحرك هذه الحيوية الخارقة إننا نلفت نظر الأجيال إلى هذه الحيوية ونحضهم على تحريكها لتؤتي نتائجها ولن يكون ذلك إلا بالعودة الصادقة إلى تعاليم الإسلام وأخلاقه وعلى الأزهر أن ينشط ويؤدى دوره المطلوب ولتنشغل الجماعات الإسلامية بالتفكير في وحدتها وتضامنها بدلاً من اشتغال بعضها ببعض فهل آن لنا أن نستجيب أيها الناس هذه هي بعض معالم الحكومة الإسلامية التي تكاتفت قوى الأرض المادية على أن تحول بينها وبين أن تحكم العالم الإسلامي فمن كان يؤمن بالله حقًّا وصدقًا قلبًا ولسانًا عليه أن يجاهد في إقامة هذه الحكومة أما أن نقول إننا نعبد الله وندين له بالعبودية إقرارا بعظمته وجلاله وشمول علمه ثم نرفض أن تقوم حكومة إسلامية تحكم المسلمين فهذا أمر غير مقبول أبدا اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ ) والله ولى التوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://answgen.yoo7.com
 
الشعار الكاذب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الباحث المتطور فى شئون الأنس والجن :: الانسان والشعوزة :: الو اقع المريض-
انتقل الى: