لقد انتشر في حياتنا بشكل واضح.. ظاهرة العلاج بالقرآن الكريم ضمن ثقافة الطب البديل المنتشرة في الحياة وهذه خطوة رائعة وجميلة وجهد محمود جدا لأصحابه جزآهم الله خيرا عليه.. ولكن الأكثر ثناء وحمدا في الواقع هي طريقة العلاج والعمل والمنهج الذي قد يحترم عقلية الإنسان ويساعده فعلا على الشفاء في إطار لا ضرر ولا ضرار ولكننا للأسف في الحقيقة نرى ونسمع الكثير من المداخلات الغريبة في طريق العلاج بالقرآن الكريم غير مقبولة تماما ولا تتفق مع العقل أو النقل ومنها المعقول الذي قد نراه إلى حد ما ماشيا مع العقل على استحياء ..
وإننا إن كنا مؤمنين فعلا بما نقدمه للناس لابد لنا من التأصيل الشرعي والعلمي والأخلاقي لأقوالنا وأفعالنا لهذا الأمر العظيم وأن يكون لدينا المعيار الواضح الذي نزن به الأمور دون ابتداع مذموم قد يضر بنا أو بغيرنا حتى ننجح فعلا في النهاية ويكون لنا التأثير الحقيقي في الحياة فمن الأخطاء الشائعة مثلا نسمع من يقول أنه قد احرق الجن الملتبس بالجسد أو نسمع من يقول أنه قتل الجن المتلبس بالجسد أو نسمع من يتحاور مع الجن ويقول له ويتقول عنه ــ قلت كذا وكذا وقال الجني كذا وكذاــ وهو سعيدا وفخورا بذلك ومثل هذه الأشياء الشاذة للأسف الشديد لا يمكن قبولها مطلقا ولا تصح أصلا أن تقع من المنتسبين للعلاج بالقرآن الكريم وإن كان هذا مبلغهم من العلم فهذه مصيبة كبرى لأن كل ذلك استخفاف مهين جدا بالمعالج والمريض على حد سواء وسوف أوضح ان شاء الله الصواب من الخطأ في مثل هذه الأشياء وفى غيرها فكل يأخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله وأن مثل هذه الأفعال ما هي إلا مضيعة لوقت المعالج والمريض لمخلفاتها العقل والنقل.. لأن هذا الكلام لو كان فعلا صحيحا أو مفيدا ليبينه لنا النبي صلي الله وعليه وسلم أو لفعله.. ولفعله الصحابة رضوان الله عليهم تأسيا بالنبي صلي الله وعليه وسلم فلا يجوز لنا أن نتقول بما لا يليق وأن ندعي ادعاءات باطله أو مسميات تهوي بنا إلي الضياع وإلى استخفاف الآخرين بنا وبمنهجنا لأن هذا طعن خطير جدا وضياع لهويتنا ومنهجنا ما بعده ضياع وكوننا نبتعد عن الطريق أو نبتدع فيه بما لا يليق فأننا نكون بهذا للأسف الشديد قد فشلنا في حقيقة الأمر قبل أن نبدأ وغلقنا الباب قبل أن نفتحه ولكن العلاج بالرقية الشرعية يجب ان يكون توقيفيا بالدليل أو اجتهاديا مبنيا على بصيرة المعالج وفراسة وعلي الدليل العقلي المقبول الذي يحترم العقل ولا يصطدم مع النقل وبعيدا عن الطقوس والشكليات التافه التي تضر أكثر مما تنفع وان قال لي قائل هذه أشياء ليس فيها شرك بالله أقول له ليس بها شركا ما دامت من القران ومن السنة لكنها للأسف تحتوي على أشياء لم تكن من فعل أو قول أو تنبيه النبي صلي الله عليه وسلام ولا الصحابة من بعده ثانيا أنها لا تحترم العقل ولا تقدره ثالثا أنها تحدث هرجا وفتنا في الحياة رابعا أنها لا تصيب الهدف كما يتصور ويعتقد البعض فلم نسمع ان النبي صلي الله وعليه وسلام قد أحرق الجن مع انه كان يراه ويمسكه بيده منفصلا وليس ملتبسا بالجسد... فما بالنا نحن لم نمسكه ولم نراه ونتعامل معه من خلال المريض ـــ والذي قد يراه متشكلا في اليقظة أو في أحلامه هو المريض ـــ فكيف يتسنى لنا أن نحرقه أو نقتله هذا كلام يجب إعادة النظر فيه من جديد لأننا حقا لا نستطيع ان نقتل الجني كما لا نستطيع أيضا أن نحرقه وهو متلبسا بجسد الإنسان وعلينا إن أردنا النجاح فعلا ان نتبع النهج الذي اقره النبي صلي الله وعليه وسلام والصحابة من بعده لأنه الأصلح للحياة وإن كان هناك اجتهادا من البعض يجب أن يراعى الضوابط الشرعية والأخلاقية حتى لا يتهم المنهج من قبل العوام بسبب تلك الأخطاء.. وليعلم الناس جميعا أن الإنسان يستطيع بسهوله ويسر ان يقتل الجن في حالة تشكله في صورة حيات أو عقارب أو أن يتشكل في صورة إنسان مثلا كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحة عن أبي سعيد الخدري قال ــ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[ إن بالمدينة نفرا من الجن قد اسلموا فمن رأي شيئا من هذه العوامر فيؤذنه ثلاثا فان بدا له بعد فليقتله فانه شيطان ]هذا تنبيه النبي صلي الله وعليه وسلام ونص ما قاله[ فليقتله]ولم يقل يحرقه مثلا مع أننا قد نراه حال تشكله فجاء الأمر بالقتل ولم يأت بالحرق هذا في حالة رؤيتنا له فما بالنا في حالة عدم رؤيتنا له هل يمكن أن نحرقه...؟ هذا الكلام ليس صحيحا وفى حاجة إلى إعادة نظر من جديد