لن نتعلم الحوار حتى نمارسه .......
كثيرا جدا ما نتحد ث فيما بيننا عن أهمية الحوار وقيمة الحوار
وكيف يكون الحوار في حياتنا..جادا ومثمرا وبناءا ولا سميا...
بين من يدعون العلم والمعرفة ويرون أنفسهم أهلا لذلك ولكنهم
للأسف لا يحبون الإصغاء ولا يقرئون...[وفوق كل ذي علم عليم]
ورغم أن واقع الحياة العملي لا يمكن أن يقوم في الحقيقة إلا علي الحوار ولا ينجح ولا يستقيم أبدا إلا علي الحوار... والحوار الهادف والموزون، ورغم أننا نتكلم كثيرا في حياتنا عن الحوار وأهمية الحوار وقيمة الحوار لدعم العلاقات وتقويتها بين أفراد المجتمع والارتقاء بمستوي الحياة .. ورغم أننا نطبع الكتب والرسائل العلمية ونعقد الدورات والندوات والبرامج التدريبية من أجل الحوار للتقدم للأمام إلا أننا للأسف الشديد نعاني واقعيا وفعليا من ضعف شديد جدا في الحوار واستخفاف أشد وأدهى بقيمة الآخرين وتشويه متعمد جدا للحقائق الواضحة التي من شأنها قد تساهم بقوة للأسف الشديد في تدهور القضايا عاجلا أو آجلا وقلبها في أرض الواقع ...ولا يمكننا يوما للأسف الشديد أن نتقدم.. وأن نتغير... وأن نصل فعليا إلى المستوى المطلوب الذي نتطلع إليه في حياتنا.. إلا إذا أجدنا فعلا لغة الحوار عمليا فيما بيننا....وصار الحوار جزءاً فعليا من حياتنا..نمارسه في الحلقات والدروس العلمية..ونمارسه في المحاضرات والندوات ..ونمارسه في النصيحة والدعوة والإرشاد..ونمارسه في المدرسة والمنزل والعمل..ونمارسه في القضايا الجادة والقضايا الهامشية، وفي الأمور الصغيرة والكبيرة وأمور الدنيا و الآخرة...وذلك بأسلوب علمي ومنهجي وعملي حتى يصير جزءاً من صلب حياتنا... فالأمر حقا يستحق منا كل ذلك وأكثر.... وعندئذ فقط نتقدم ويختفي من حياتنا الكثير من الخلاف ومن الأوجاع والأمراض وغيرها ....فهل يمكن أن نصل لذلك... و متى....؟