في هذا الكون الواسع المليء بالمتغيرات والأحداث والأفكار المتزاحمة
التي نؤمن ببعضها في الواقع والبعض الآخر لا يزال ملقى على قارعة
الطريق ينتظر الصياد الماهر الذي يؤمن به ويحوله إلي واقعا ملموسا في حياتنا....أمعن العلماء والمفكرين والباحثين النظر في قضية خطيرة جدا يقف عليها العالم من أقصاه إلي أقصاه.. وعلى أساسها ترسم الخطط وتوضع الاستراتجيات.. وتتحدد الأهداف والتوجهات للمؤسسات والدول والشعوب وهي كيف يتصرف الإنسان.. وكيف ينتج.. وكيف يبدع... والي أين يسير ؟ وما هي الأمور التي تحفزه وتدفعه إلي العمل والتعاون والحماس وتزرع في نفسه الولاء والانتماء لمحيطه الاجتماعي بكل تقسيماته من أول العائلة والأصدقاء مرورا بالعمل والإنتاج وانتهاء بالوطن والحياة كلها من حوله ..؟
وكانت خلاصة هذه الدراسات والأبحاث...أن الإنسان يدار بالحب.. ويبدع بالحب.. و يفعل المستحيل من أجل الحب ... وأن المشاعر الايجابية الصادقة التي تداعب قلبه وعواطفه... هي التي تدفعه دائما للبناء .. وأنها المحرك الحقيقي للتقدم ولبناء الأسرة ولتعمير المجتمع ونهضة هذه الحياة وبهذا الحب تعمر البيوت وتقوى العلاقات ويستخرج الإنسان كل طاقاته الكامنة ويضعها على آنية من ذهب لمحبوبة أيا كان ذلك المحبوب..وبالحب تعمر الأوطان وتتقدم المجتمعات ويدفع الناس دولهم ومؤسساتهم وما يملكون من قوة وطاقه للعمل والإنتاج والسعي وراء النهضة والتطور ... وبالحب تظهر التضحيات والعمل الدءوب بلا كلل ولا ملل ولا تقصير وربما أحيانا بلا ثمن و لسان حال المرء يقول فعتها من اجل الحب ومن هنا نبصر
أن الإدارة بالحب فن جميل جدا من فنون الحياة من أتقنه رزق الخير الكثير ومن تجاهله أو فشل فيه حرم الخير الكثير من منابع الحياة ومن ميادين العمل والإبداع .. فالحياة كلها من حولنا إدارة فالعائلة إدارة والعمل إدارة والعلاقات إدارة والأزمات إدارة وحل المشاكل إدارة والمستقبل المشرق بأذن الله إدارة والإبداع والتميز والانجاز والتقدم والتنمية هم لب الإدارة ومبتغى القاصي والداني وإن الإدارة بالحب والمشاعر الايجابية تجاه الآخرين تعزز دائما النجاح وتزرع الحماس والنشاط وتدفع دائما للأمل والعمل والإنتاج ولن أبالغ في القول إذا قلت أن هذا النمط من فن الإدارة والتعامل بالحب مع الآخرين يكاد يكون مفقودا في حياتنا سواء في علاقاتنا مع الآباء أو الأبناء أو الرئيس مع المرؤوسين أو الأزواج مع زوجاتهم أو على كافة المستويات الأخرى في الحياة من الأصدقاء والجيران والعمل والإنتاج وغيرها وإن استبدالنا الغلظة باللين في كل حياتنا وشحوب الوجه بالابتسامة الرقيقة والكلام الحاد بالعبارة المهذبة لهو جواز سفر بلا أوراق إلي قلوب الآخرين صغيرهم كبيرهم جاهليهم وعالمهم وهنا يكمن سر النجاح الحقيقي في الحياة لمن يريد فعلا الوصول إلى النجاح من أقرب الطرق..
فلنبدأ من الآن وننبذ العنف من حياتنا ومن تعاملاتنا ونستبدله بالحب والرقة والتسامح وننبذ التسلط والظلم والاستبداد ونستبدله بالمشاركة وروح الفريق وسنرى على الفور التغير الايجابي في كل حياتنا ولا ننسى أبدا أن واقعنا الاجتماعي للأسف يسجل لنا نسبة عالية من الطلاق على مستوى العالم سواء الطلاق بمعناه المفهوم أو الطلاق بمعناه العاطفي فضلا عن ذلك المرضى النفسيين والمعقدين هنا وهناك وهم للأسف معظمهم من ضحايا هذا العنف والقسوة والانحرافات الكبيرة في السلوك ونتاج هذه الإدارة السائدة في حياتنا بالإكراه
وإن قدرا بسيطا جدا من فن الإدارة بالحب في بيوتنا أو في أعمالنا أو في العلاقات الإنسانية حولنا كفيلة بنزع فتيل الكراهية والحقد والمشاكل والفتن والنزاعات المسيطرة على حياتنا والتي هي سببا رئيسيا في كل ما نحن فيه من حروب وأزمات عائلية ونفسية واقتصادية وخيمة على الفرد والمجتمع فلنجرب هذه الوصفة وسوف نكتشف طعما آخر للحياة ونرى السواد أمام أعيوننا بياضا لنبدأ من جديد ونكتشف حلاوة هذه الحياة ونتذوق طعم هذه السعادة ونحلق سعداء في الحياة كالطيور الجميلة في الفضاء وهى تعبر الآفاق كل يوم في سعادة وحب وتستفتح يومها المشرق بالأمل وتستعين به على العمل.. فلنكن حقا وصدقا من أهل الحب والعطاء من اليوم.. بل من الآن قبل فوات الأوان