هيا للتغير ...
تيار قوي وواسع جدا من الصالحين والمفكرين والأخيار هنا وهناك،
يرددون على أسماعنا مفردات كثيرة عن الحب وعن الدعوة والإخلاص والتغيير.... وقد تلقى هؤلاء جميعا قدراً عظيما من التربية،وقدراً عظيما من التعليم وحصيلة ضخمة ومتنوعة من الثقافة وعاشوا جميعا حلقات ومجالس من العلم والذكر ونحوها وخالطوا العلماء والمبدعين هنا وهناك واستمتعوا بمعايشتهم ولا يزالون في كل ذلك مستمرين وهذا شيء جميل ورائع ولكن الأداء والأثر العملي في واقع الحياة للأسف الشديد بعيدا لا يتسق ولا يتفق مع ما يدعون إليه إلا ما رحم ربى فالتفاعل لديهم ولدينا ضعيفا جدا، والواقع لديهم ولدينا متأخرا لا يعكس العلم والتربية التي ننشدها ونأملها جميعا بعضنا لبعض ونردد بحماس كلامنا إنشائيا رائعا وشعارات لا نرى لها أثرا عمليا في حياتنا إلا قليلا .. وفي المساجد العامة تجد مثلا العشرات من الناس، يشاركون معك بصدق وإخلاص.. يشاركونك المشاعر الصادقة، والرؤى المتبادلة والحب والحماس الجميل وحينما تبحث عن العمل والعطاء والتفاعل والتغيير والتقدم الذي ترتجيه يضنيك البحث ويحزنك كثيرا مرارة الواقع وتخلفه وتمزقه ....
وكثيراً ما نوجه اللوم والعتاب لهؤلاء ولأنفسنا،.. وكثيراً ما نتهم أنفسنا
ونتهمهم بالتقصير....وكثيراً ما نتحدث عن كيد الأعداء وقوة نشاطهم في مقابل تقصيرنا وضعف أدائنا التافه والمشوه ولكن ذلك كله للأسف لم يترك فينا الأثر الملموس للتقدم والارتقاء الحقيقي الذي نرتجيه من التغيير في حياتنا العامة أو الخاصة والسبب هو أننا نتحدث عن أمجاد أمة عريقة ولكن لا قيمة لدينا للعمل الجاد والهادف والمبدع ولا نتحرك لتغيير حقيقي في الحياة والتربية هي التي للأسف قد صنعت هؤلاء... وهي التي تصنعنا... والتربية هي التي قد خرجت هؤلاء..وهي التي قد تساهم في تخريجنا والتغيير للأسف الشديد لن يكون أبدا بالكلام الأجوف أو بالخطب أو بإلقاء اللوم والمحاسبة على الآخرين أو باستعراض أمجاد الأولين بل بإعادة النظر من جديد في كل أدواتنا وثقافاتنا ورؤانا التربوية