الثورة ليست حلمنا...

الثورة ليست حلما ...
الناس يراقبون باهتمام بالغ ما يجرى في العالم من أحداث وخاصة ما يجرى في بلادنا العربية من أحداث تاريخية وغير مسبوقة والناس يتابعونها وكأنهم بليل يحلمون كأنهم لا يصدقون أنهم قد استردوا وعيهم واستيقظوا وثاروا ثورتهم وضحوا بأنفسهم من أجل هذا التغيير فقدموا وأخروا وَوَصَلَوا وقَطَعَوا ورفعوا وخفضوا فلهم منا جميعا كل التحية والتقدير فمن مخاض ثورتهم العظيمة جاء هذا التغيير الكبير لكي تتوحد المصالح والشعوب ومن مخاض ثورتهم المجيدة قد علا صوت الحرية المسجون في البلاد من سنين وتغنى رغم كيد المعتدين وبالوحدة والصمود حققوا المستحيل وهبت رياح التغيير في بلادنا والواقع أن أحلام الثورة ليست كلاما وإنما عمل وكفاح ومواصلة جادة لهذا النجاح بنجاح أعمق وأشمل وهو التغيير الفعلي في بلادنا ومساندة بعضنا لبعض بالهدوء والعمل الدءوب وبدفع عجلة التقدم إلى الأمام دون أن يخون بعضنا بعضا وأن تهدأ كل الجماهير المتخوفة هنا وهناك وتفهم وتعي أن هناك أشياء يجب أن نحرص عليها جميعا ألا تمر من خلف الستار مع صناع القرار كي لا تنتصر علينا الأقلِّيِّة من أجل مصالح شخصية ولا تؤثر فينا قلة قليلة من الناس ليجهضوا أحلامنا البيضاء وأن تتعلم جميع الشعوب في بلادنا كيف تتغير فعليا من داخلها وتتعلم أنها لن تنجح أبدا في تحقيق أهدافها إلا بوحدة صفها وبإنتاج أبنائها وعدم انسياقها وراء المغرضين الذين يهدفون لتحقيق مصالحهم الشخصية وأن تتفهم الشعوب في بلادنا أن الثورة ليست كما يصفها البعض خروجا على الحاكم والشرعية بل هي صوت الحقيقة العالي لتحقيقِ العدل والحرية والمساواة والغَيْرةُ المحمودة على مصلحة هذه الأمة في جو قد ساد فيه التحدي والفساد وأن واجب العلماء والعقلاء في بلادنا أن يوضحوا الحق للناس مهما كان مرا دون تحيز لمصلحة أو فئة أو لفتنة قد يوقظها رجلا مأجورا أو دخيلا يزعم السِلام والانتماء حتى يتفهم الناس جميعا في النهاية من يستحق المناصرة ومن لا يستحقها وَلئِن كانت المُظاهرات في أرْضنا كما يدعى البعض غيرِ جاْئِزة شرعا فإن الحُكم عن الشيء فرْعٌ من تصوره ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه ومن يتقول أن المظاهرات السلمية وغير السلمية محرمة شرعا وتعد خروجاً على الحاكم والشرعية والخروج على الحاكم حرام شرعا وليس هنالك نصا من الكتاب والسنة يبيح الخروج عليه وأن الإسلام ما جعل الفقرَ والعنتَ وضنكَ العيشِِ مسوغا للخروج على الحاكم إلا أن يكفرَ وأمَرَنا بالسمْعِ والطاعةِ له حتى ولَو أُخذ أموالنا وضرب ظهورنا وأن العالم الغربي وأصحاب الفكر المنحرف لا يريدون بمثل هذه المظاهرات إلا خراب الديار والفتنةِ وإظهاراً للفرقة والعنصريةِ القبليَّة بل ويجب على كل رجال الأمن جميعا عدمُ السكوت على هذه المظاهرات شرعا وقانونا فليست المظاهرات هي السبيل الوحيد للتغيير فهنالك طرق أخرى لتحقيق المطالب وما علينا للحاكم في مثل هذه الظروف إلا النصيحة والصَدْع له بكلمة الحقٍ التي لا تحقق فتنة ولا تصنع بلبلة ولا يزول القذى بالقذى وأن الأعداء ومن يساندهم ينتظرون مثل هذه المظاهرات لسرقة أموالنا واستنزافها والمتضرر الأول والأخير في النهاية هي الشعوب والواقع أن هذا الكلام كله للأسف في غير موضعه وهو قول حق أريد به باطلا ومن يروج له للأسف لن أقول عليه خائنا لأمته بل عليه أن يراجع نفسه مرة أخرى قبل قوات الأوان وإني لأدعو كل رجال الأمة من العلماء والمخلصين أن يردوا هذه الفتنة ردا جميلا ويصوبوا الخطأ للناس في سماحة وحب ويصدوا المغرضين ممن يدعون الولاء والانتماء وهم ليسوا للأسف كذلك ويقولون
(إن أردنا إلاّ إحسانا وتوفيقا والله يعلم إنهم لكاذبون(
اللهم أحفظ بلادنا من كيد الكائدين آمين..آمين