مشاهدة مع عمر الزاهد اعلم الناس بالرجل هى امرأته وقد وصفت فاطمة زوجها عمر بن عبد العزيزفقالت كان عمر من اعظم قريش وأرفههم مركبا والينهم ثوبا واطيبهم طعاما قبل ان يلى الخلافة فلما ولى الخلافة لبس الكرابيس والصوف وربما ادهن بزيت العلة تعنى الماء ولا رفع ثوبا يدخره ولا اتخذ امه منذ ولى الخلافة الى يوم مات فهذه كانت حياته ولم يكن حديث فاطمة بنت عبد الملك عن زوجها عمر بن عبد العزيز من فراغ فقد كان الرجل مثلا يحتذى وفيه تقتدى ونستشف اخلاصه من حوار دار بينه وبين ابن عمه سليمان بن عبد الملك عندما سأله عما هو فيه من ملك عظيم ونعيم مقيم فقال له -- ياعمركيف ترى ما نحن فيه -- فاجابه قائلا سرور لولا انه غرور---- وحسن لولا انه حزن ---ونعيم لولا ان عذاب اليم فقد ذهب اليها الفقهاء والعلماء معزين ومن ثم سائلين عن تقوى الخليفه الزاهد فقالوا لها يافاطمة اخبيرينا عن عمر فان اعلم الناس بالرجل أهله فقالت والله ما كان باكثركم صلاة ولا صياما ولكن الله ما رايت عبدا اشد خوفا لله من عمر كان همه بالناس اشدمن امرهمه بنفسه قد فرغ بدنه ونفسه للناس يقعد لحوائجهم يومه فاذا امسى وعليه بقية من حوائجهم وصله بليله ------ لم يبق للامير الزاهد وقت للملذات -- وفى ذلك تقول فاطمة اميرة الزاهادات او الاميرات ووالله ان كان عمر ليكون فى المكان الذى ينتهى اليه الر جل مع اهاه فيذكر الشى فى امر الله فيضطرب كما يضرب العصفور قد وفع الماء ثم يرتفع بكاؤه حتى اطرح اللحاف عنى رحمة اه والله لو رددت لو ان بيننا وبين هذه الامارة بعد ما بين المشرقين وتقول فاطمة عن الامير الزاهد عمر --دخلت عليه وهو فى مصلاه ودموعه تجرى على لحيته فقلت احدث شىء يابن العم فقال --انى تقلدت امر امة محمد فتفكرت فى الفقير الجائع والمريض الجائع والغازى والمظلوم والمقهور والغريب الاسير والشيخ الكبير وذى العيال الكثير والمال القليل واشباههم فى اقطار الارض فعلمت ان ربى سيسألنى عنهم يوم القيامة وان خصمى دونهم محمد صلى الله عليه وسلم الى الله فخشيت الا تثبت حجتى عند الخصومه فرحمت نفسى فبكيت وعاشت اميرة الاميرات الاميرة الزاهدة حياة الزهد مع زوجها امير الزاهدين عمر بن عبد العزيز ومن امثلة ذلك ان مسلمه بن عبد الملك اخا فاطمة دخل على عمر يعوده فراى قميصه قد اتسخ فقال لاخته فاطمه البسيه غير هذا القميص واغسلوا ثياب امير المؤمنين فسكتت فاطمة ولم ترد على مسلمه فقال مسلمه ثانية يافاطمة البسى امير المؤمنين غير هذا القميص او اغسليه فانه يدخل عليه الخاص والعام فقالت فاطمة نفعل ان شاء الله --- ثم دخل مسلمة مرة ثانية يعودعمر فرى الثوب كما هو على حاله فقال لاخته البسيه غير هذا القميص واغسلو ثياب امير المؤمنين فقالت نفعل ان شاء الله -- ثم دخل مرة ثالثه يعود عمر فراى الثوب بحاله فقال الم امركم ان تغسلوا قميصه -- فقالت فاطمة وقد اغرورقت عيناها بالدموع والله ياخى ماله قميص غيرة وكانت نفقته فى كل يوم درهمين - انظر كيف زهد الامير وزوجه فى الدنيا وما فيها رغبا فى الاخرة ورهبا من الله عز وجل ولكنه كان احيانا يشتهى بعض الفاكهه ولا يملك درهما واحد يشترى به -- دخل يوما على فاطمة وقد اشتهى عنبا وقال يافاطمة عندك درهم اشترى به عنبا-- فقالت لا والله يا امير المؤمنين لا املك درهما- وجزع المسلمون والناس لموته وجزعت الاميرة الزاهدة فاحتسبته عند الله واسترجعت قائلة "انا لله وانا اليه راجعون " منقول