فاطمة والامير الزاهد

فاطمه بنت عبد الملك بن مروان ابنة خليفة هو عبد الملك بن مروان واخت خلفاءهم الوليد بن عبد الملك وهشام سليمان ويزيد وهى زوجة امير المؤمنين الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز كانت من اكثر النساء وفاء لزوجها. كانت فاطمة الاميرة فصيحة اديبة وكانت ذات جمال اخاذ وخلق وكان لعبد الملك بن مروان بضع بنات منهن عائشة وفاطمة وام كلثوم وكانت فاطمة اقرب بناته الى قلبه ومن احبهن اليه وبلغ من حبه لها ان اوصى بها احب ابنائه اليه وهو الوليد بن عبد الملك فقال له يابنى عليك بالاحسان الى اخواتك فاكرمهن واحبهن الى فاطمة-- وقد دعا لها ابوها عبد الملك فقال اللهم احفظنى فيها ---وقد استجاب رب العزة لدعائه حينما قسم لها الزواج من ابن اخيه الخليفه العادل عمر بن عبد العزيز وكانت فاطمة شديدة الارتباط والتعلق بابيها حتى وفاته فلما حضرته الوفاة قال لها يا بنية اسقنى ماء فمنعها اخوها الوليد فقال له عبد الملك ياوليد لتدعنها تحضر الماء او لاخلعنك من ولاية العهد فتركها الوليد فسقته فمات الزواج المبارك نظر عبدالملك الى ابن اخيه عمر بن عبد العزيز وتزكر اخاه ولما نظر الى ابن اخيه اعجب به اعجابا شديد فقد كان عمر فتى جميلا من اكثر الناس اهتماما بثيابه وملبسه فكان يشترى الحله بالف دينار فاذا لبسها استخشنها ولم يستحسنها وكان رضوان الله عليه يشترى القميص باربعمائه دينار فاذا لمسه بيده قال ما اخشنه - وكان حبه للعطر والطيب شديدا حتى ان اترابه واصحابه كانوا يدفعون المال لمن يتولى غسل ثياب عمر حتى يغسلوا ثيابهم بعد ثيابه كى تكتسب عطر الملابس وقد عاش الامير الاموى الشاب حياة رغدة تعج بالرفاهيهفكان اذا مشى بهر العين وخطر بيديه فى خيلاء تميز بها عن كثير من اقرانه واترابه حتى انه اصبح صاحب مشيه ملوكيه فلما تولى الخلافه غير مشيته فقيل له يا امير المؤمنين غيرت فى كل شىء حتى مشيتك فقال نادما على ذلك والله ما رايتها كانت الا جنونا - وقد زاد اهتمام امير المؤمنين عبد الملك بابن اخيه عمر بن عبد العزيز لما راى فيه من علم ونباهة وفراسه ودين غير ما سمعه من اقوال الناس من انهم يتوقعون من عمر بانه الذى بشر به عمر بن الخطاب فقال عنه الاشج الذى يملأ الارض عدلا نعود الى فاطمة فلقد جاء زمان تغير فيه حالها فلم تصبح اميرة العطر والعنبر ولا سيدة الدور والقصور بل تبدلت حياتها من حال الى حال ووضعت صناديق الذهب والحلى الى مكان اخر غير خزانة فاطمة او قصورها الواسعه الجميله- ترى ماذا حدث اذا اردنا الاجابه فاننا نعود الى الايام التى استلم فيها عمر بن عبد العزيز الخلافه واصبح خليفة المسلمين يومها تغيرت الحال وتبدل الامر فقد جاءت لحظة اختيار مهمه بين اميرة القصر وبين داعية المسلمين او قل زاهدة المسلمين فى هذه اللحظة كانت تجلس مع زوجها عمر بن عبد العزيز الذى التفت اليها بحنو وعطف يدل على ايمان ورفق وقال لها يابنة عمى ان اردت صحبتى فاسمعى منى هذة الكلمات -------قالت فاطمة حبا وسرورا يا أمير المؤمنين قل ما بدا لك --- فقال عمر - ان اردت صحبتى فانى مخيرك بين اثنين اما ان تردى حليك وما معك من مال وجواهر الى بيت مال المسلمين فانه لهم واما ان تأذنى لى فى فراقك فانى اكره ان اكون انا وانت وهو فى بيت واحد --- فاجابت اميرة الاميرات على الفور قائلة بل اختارك يابن العم على اضعاف هذا المال لو كان لى ثم ردته الى بيت مال المسلمين لانه لهم هكذا كان اختيار الاميرة على الرغم من ان هذا المال لم تنله فاطمة الا من هدايا ابيها امير المؤمنين عبد الملك بن مروان واصبحت اميرة الاميرات زاهدة الزاهدات فى قصور بنى أمية طعامها طعام الناس لا يزيد ولا ينقص وقد طلب عمر منها الا تدخل او تاخذ طعام الناس طعام خاصا لهم وذلك عندما انشا دار لاطعام الفقراء والمساكين وابناء السبيل والمحتاجين - فقال لزوجته فاطمة واهل بيته جميعا اياكم ان تصيبوا من هذا الدار شيئا من طعامها فانما هو للفقراء والمساكين وابن السبيل وان شاء الله نكمل باقى القصه مع مشاهدة مع عمر الذاهد