عدو عاقل خير
من صديق جاهل.. ولا سميا إذا كان هذا العدو
يسبقنا.. في العلم والمعرفة.. ويسبقنا في بعثة الأنبياء..
وفي نزول الكتب المقدسة.. ولديه ماضي طويل حافل بالصراع
والمكر والخديعة.. وشرف المحارب في هذه الحياة..
ألا يداوي الجراح بل يمنع حدوثها
شرف أي محارب في الحياة.. ألا يمسح دموع الناس بل يمنع عنهم البكاء
ومن مرارة هذه الحروب التي يشنها علينا هذا العدو اللدود من قديم
وحتى الآن..هي تلك الحرب الشرسة بين الأنس والجن وهي حرب
لا رحمة فيها ..وجيشها جرارا لا حصر له سواء آمنا بهذا أو لم نؤمن
وسواء حاربنا ..أو لم نحارب ونهضنا أو لم ننهض وكما يقال الحرب خدعة ...
والعاجز عن هذه الحرب هو من يلجأ دائما إلي الهروب أو الاستكانة
بدعوي الحكمة أو خوف الضرر علي الناس فهذه ليست مقاييس الحكم
وقت الحرب وإنما المقياس هو الاحتراف في وسائل الحرب من أجل النصر
واللجوء إلي فئة أخري للمساندة والتقوية هذا..هو الأصل الثابت وقت الحرب
كما قال الله تعالي [ إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلي فئة ]
وفي الواقع وبدون انفعال إن كل الوسائل المتاحة التي يستعملها المسلمين
الآن في هذه الحرب.. سواء جهلة أو علماء ....وعن فهم أو غير فهم
وعن قناعة أو غير قناعة مع عالم الجن ...
لا تسمن ولا تغني من جوع وفي حاجة ماسة إلي إعادة النظر من جديد ..
ومفهوم هذه العلاقة لابد أن يتغير والحرب الآن في حق
كل المسلمين فرض عين.. وعلاقة تداوي الجروح ومسح الدموع
للناس المصابة في الواقع هي حق باطل لأنها شيء غير رادع لضخامة
العدو وجسارته وسيطرته علي ساحة المعركة وضربه بيد من حديد بلا رحمة
ولا شفقة في ديارنا وهيمنته كما تري علي الحياة ونحن للأسف نتفرج ونختلف
ويضرب بعضنا بعضا بدعوي الحكمة وسد باب الذرائع و نخشى الفتنة والضرر
ونؤثر علي أنفسنا السلامة.. وهذا للأسف هو أسلوب العاجز والهارب الذي
لا حيلة له ولا يقوي مطلقا علي المواجه .. ورحم الله أمريء عرف قدر نقسه