تذكر مثلا آخر مرة أثار فيها شخص ما غضبك أو ضيقك .... ستجد أن هناك
مصفاة داخلية تؤثر على مسار استقبالك للمواقف
، لذلك علينا تحمل مسؤولية تلك اللحظات التي قد تجعلنا ضحية للمعاناة
التي نخلقها بطريقة ردود أفعالنا .
وعندما تكون خائفا أو قلقا من شيء ما فإن العقل اللاواعي يدفعك لترى أشياء غير حقيقية
ولا تستمع إلا للعبارات التي تؤيد مشاعرك
. وفي هذه الحالة يوجهك لاختيار ما تقول وكيف تقوله وماذا تفعل حياله)
. وكذلك عندما تتعرض لمشكلة ... فإنك تصرف وقتا طويلا في إعطاء نفسك مبررات لحدوثها ، وسواء كانت حقيقة أم لا فهي نوع من التخاطب مع فوضوية الحدث داخلك
. إنها وسيلة لإيجاد مخرج مع ذاتك حتى تتقبل ما حدث لك أو تتركه يقتل شعورك بالأمل .
وهذا الحوار الذاتي تأتي أهميته قبل أهمية قدرتنا على التواصل مع الآخرين،
فنحن جميعا نصادف أشخاصا ومواقف في العمل أو المنزل أو الشارع أو غير ذلك
قد تقلب يومنا رأسا على عقب ، وتحول هدوءنا إلى عاصفة
غير أن قدرتنا على التواصل مع ذواتنا تساعدنا على التعامل مع تلك الطوارئ اليومية
وتمنحنا السلام الداخلي . و لا يعني ذلك أن المطلوب منك أن تكون ملاكا ....إ
، لا تتفاعل مع ما يحدث لك . إنما استجابتك لتلك الأحداث اليومية هي الوسيلة للخروج من سخافاتها . كيف ؟
حسنا لابد أولا أن تعلم أن الصورة التي تضعها لأي موقف في عقلك هي التي تسّير تصرفاتك
،فإن أردت أن ترى هذا الشخص المؤذي سليط اللسان في العمل عاملا
لقتل ثقتك بنفسك فسيكون كذلك..... و أيضا إن كان خوفك من الغد لأنك لا تملك مالا كافيا
سيجعلك تقوم بكل المحاولات غير المشروعة للحصول عليه
فإن الحياة لن تمنحك سوى قلق أكبر وأكبر.
هذا الحديث الذاتي الذي لا يتوقف في اللاشعور لدينا هو عبارة عن الرسائل
التي نرسلها للعالم عن أنفسنا.... فهل سألت نفسك كيف يمكن أن أصنع هذه الرسائل ؟
كيف أترك انطباعا جيدا عن نفسي في أعين الآخرين ؟
هل أريد أن أتركهم مرتاحين ، راضين عن أنفسهم وعني رغم اختلافي معهم أو اختلافهم معي ؟
وغيرها من الأسئلة التي تجعلك منطقيا مع كل حدث فلا تعطي الأمور أكبر من حجمها.
منقول