كان الأمير قد أصبح ملكا بسرعة لم يتوقعها، فهو مازال في سن الشباب...وأبوه الملك قد فارق الحياة دون سابق إنذار.
لم يكن قلقا من قدرته أو قلة خبرته أو صغر سنه، بل كان جاهزا كما رباه والده
ولكنه لم يكن يتوقع حدوث هذا في هذا الوقت بالذات
قرر الملك الجديد أن يعين وزيرا شخصيا له، فوقع اختياره على شاب آخر قريب من عمره لأسباب هو رآها منطقية في شخص الوزير الجديد.
اختياره الذي بدا متسرعا وغير دقيق عند البعض أطلق العنان لبداية التشكيك والتقليل من مكانة الملك، ولكن لم يكن أحدا ليتجرأ على قول شيء لأنه "الملك
بدأ أحد الطباخين الملكيين والذي كان ولا يزال طباخا منذ فترة حكم والده بالحديث عن الملك وذمه والتقليل من شأنه أمام أصحابه في المطبخ، حتى علم الملك بذلك فقرر أن يعلمه وأن يؤدبه هو وكل من نهج نهجه.
وفي ليلة من الليالي دعا الملك الحاشية إلى بيته دون علم الوزير أو الطباخ...
وبعد تبادل أطراف الحديث نادي الملك على الطباخ وقال له: "إني أسمع صوتا في الخارج فتحقق منه" .
خرج الطباخ وعاد بعد لحظة فقال للملك: "إنها كلاب يا سيدي"
الملك : "ولماذا هي لا تزال تنبح؟"
الطباخ: "لا أدري ولكن سأتحقق من الأمر"
خرج وعاد بعد مدة وقال: "إنها جائعة يا سيدي
أظهر الملك شعورا بعدم الرضي والارتياح...تمتم قليلا ثم قال: "نادوا لي الوزير"
بعد لحظات جاء الوزير، فأعاد عليه الملك ما قاله للطباخ بأنه يسمع صوتا في الخارج فتحقق منه...كل هذا والحاشية في دهشة واستغراب
تأخر الوزير قليلا ثم عاد، ولكن هذه المرة توقفت الكلاب عن النباح فوقف أمام الملك مبتسما...بادره الملك بالسؤال : "ماذا وجدت؟"
قال الوزير: "وجدت يا سيدي كلابا تنبح لأنها جائعة فطلبت لهم الطعام وتأكدت منهم حتى ابتعدوا بعد أن أكلوا"
أثنى عليه الملك، فاستدار إلى الحاشية وكأن لسان حاله وعبارات وجهه تقول :
"لهذا السبب هذا وزير وذاك طباخ"
ما أردنا إيصاله:-
لا تحكموا على الأمور من ظاهرها،فلو علم الصحابة قبح سطح القمر وأنها لا تضيء بنفسها لما وصفوه صلى الله عليه وسلم بأنه فلقة من قمر.
لا تقوموا بشيء حتى تعرفوا ما هو المطلوب منكم وما هو المتوقع منكم حتى تقللوا الأخطاء وتقتربوا من النجاح أكثر.
منقول